نعملا


    من الطبيعي و الممتع  حقا ان تبدأ باستكشاف الابعاد الأعمق لوعيك ! هذا العالم الداخلي ّما هو ؟

    الجميل هنا انك لا تحتاج الى كثير من المعلومات . لانك اكتشفت ان الينبوع موجود بداخلك ! كل ما تحتاجه هو اعادة توجيه عقلك مع بعض التركيز.

    أختبر واكتشف بنفسك قبل ان تصدق!

    يوجد لدينا 3 أبعاد او ترددات رئيسيه للوعي و نحن على درايه بها :

    1- الوعي العقلي : او الفكري ,الذي نعرفه جميعا و كل ما يشار اليه الآن بتمارين التأمل و مراقبة الأفكار و تهدئة العمليات الدماغيه . هو ابسط و أهم انواع الوعي و كل ما تمرنت على تطويره تعطي مساحه لاستكشاف مواطن أعمق لوعيك وجودة لحضورك . لن تختبر اي شيء من ما هو مكتوب هنا إن لم يكن لديك المساحه الكافيه من الهدوء او السكون العقلي أولا وأخيرا.  إبدأ برفع وعيك الفكري لتحلق فوق الأفكار بدلاً ان تصدقها وتتحد معها دائماً.

    2- الوعي العاطفي : الذي اشرنا اليه بالمنشور السابق بتفاصيل اكثر. وعيك بعاطفتك و مشاعرك و تدفقها و بشكل تجريدي , بدون اعطائها اي تحليل او منطق , انت حزين , محبط , خائب الأمل أو غاضب … كما راضي , متحمس , فرح , مرح , في سلام او نشوة ! كلها مشاعر فهي لا تحتاج منك ان تفكر فيها او تحللها .ولا أن تتعلق باي منها ايضاً .  فقط ان تحسها و تدفق معها بكل شجاعه الى ان تصل الى خاتمتها فتبدأ الموجه العاطفيه الجديده … تشعر بها و تبدأ مرحله جديده بوعيك … هي لن تقف ! ( انظر المنشور السابق ” الوعي العاطفي” )

    3- الوعي الجسدي : الحدسي , الإيحائي , او الغريزي و هو أقدم أنواع الوعي و مرتبط باحاسيسنا الجسدية فائقة الحساسية . الحيوانات هم اسياد هاذ النوع .أنظر القطط مثلا . هم لديهم القدرة لحظه بلحظة على معرفة ما يلزم الآن و بدون اي تردد . أن أركض او أتجمد ,اقف أو ربما أهاجم ! الآن او أموت ! شيء من هذا القبيل … نحن البشر حافظنا على بقائنا بل و تطورنا نتيجة هذا الوعي . ادراكك لهذا الوعي الحدسي يضيف عمق لتجربتك , فربما قد تستطيع ادراك امور لحظه بلحظه كالخطر من شخص او تجربه , او كشف الكذب و التلاعب لمن حولك . المعرفه الحدسية او قد تسمى عند العرب القدماء “الفراسه” . فقد تتنبأ بحدوث امور قبيل حدوثها فتتجنبها . تقول او تتصرف شيء بغاية الدهاء و قد تتفاجئ انت او من حولك . كيف عرفت ؟ انت لا تدري حتى لو حللتها من بعد بدماغك , إن مصدرها بالحقيقه هو غريزتك او حدسك و يكمن هنا بئر من المعرفه حقاً.  هذا النوع من الوعي يتطلب حضور لحظه بلحظة و بعمق
    لكن دماغنا يحتاج ان يبطئ و يعطي المساحة لنا لكي نستطيع ادراك هذا البعد من الوعي ! والأهم ان نبدأ بتصديقه و اختباره !

    تعمق باستكشاف وعيك !لكن كيف و ما هي الخطوه الأولى ؟ ابطئ و تأنى في كل لحظة , هذه اول خطوه , ابطئ و راقب نفسك … ركّز و لاتتشتت في افكارك كثيرا, فايقاع الحياة سريع جدا ولا يخدم بشكل طبيعي من اراد ان يتعمق بوعيه . انها مسؤووليتك الشخصيه ان تبطئ و تركز. ابدأ الآن وانت تقرأ هذه الكلمات بالتطبيق , لا يهم اين انت و مع مين . فقط أبدأ و سوف يقودك تدفق الحياه للخطوات التاليه او لما تحتاجه .ابدأ بوعيك العقلي كي تعطي مساحة الادراك لأبعاد الوعي الأعمق المشار لهم اعلاه .هدوء و تركيز !!!الخطوه الثانيه هي أن تحافظ على هذه التركيز لفترات اقل تقطعا . نسميه الوعي المستمر , اي انك تخلق فراغات اكبر فأكبر غير متقطعه. الهدف + الفائده من هذه الخطوه هي انك تبدأ بتجميع الطاقه الازمه للتعمق بأبعاد الوعي الأخرى .مثال : تصبح واعيا لأفكارك ,تبدأ بخلق مساحة استكشافيه , اريد شيئا جديداً !!  اعط نفسك الوقت الكافي في هذه الحاله , ثم ربما تأخذك هذه المساحه الى ان تبدأ بادراك وعيك العاطفي , فتكتشف… هممم لحظه انا غضبان ! أو انا حزين قليلا ! اوربما انا لا أعرف ما أحسّ حقاً ( وهذا شائع لاننا عالقون بالوعي العقلي) . فتعطي نفسك مزيد من الوقت فتحس اكثر و يتعمق وعيك العاطفي و تتعلم شيء جديد عن نفسك ….. تمرن و تمرن ….تذكر ,سيزودك هيومان ديزاين بخريطه لتقودك داخل مراحل الوعي المختلفه ولن تضيع ! ستعرف العوائق الخاصه بك لكل مرحله اعلاه … كالافكار المتكرره ,المشاعر المكبوته , او المخاوف العميقة .  لكل واحد منا طريق مميز برحلة الوعي و حتى بالتحديات .ستتعلم هذه الخريطه و تعرف طبيعتك و اين مطلوب منك ان تركز و تستكشف بعمق اكثر.

    نُشر فيِ

    بقلم Tariq Al-Mashaqba

    أضف تعليق


    هناك جزءًا منك لم يتم اكتشافه بعد! هل تبحث عن أدوات عملية لتحقيق أقصى استفادة من قدراتك الفريدة؟ انضم إلى قائمتنا البريدية واستكشف عالم الهيومان ديزاين. سنزودك بأحدث الاكتشافات والأدوات التي ستساعدك على فهم نفسك بشكل أعمق، وتحقيق التوازن بين طاقتك ومواهبك، وبناء حياة أكثر إرضاءً وهدفًا.

    إنضم الينا 🤞🏼

    لا نرسل دون موافقتك, و لن ننشر بريدك ابداً - توافق على سياسة الخصوصية